Friday, December 11, 2009

انظر وراءك في عضب !!!

في أحدى المرات اللي بيقع فيها ..ف ايدي جريده وغالباً ما تكون المصري اليوم
حقاً أكن أحترام لتلك الجريدة الرائعة
ولربما أكن لها الإحترام
لأنها فقط هي الوحيدة التي تقع في يدي !!!!
بشكل أوبآخر ... فهي جريدة أعجبتني
المهم ... هذه المرة قرأت مقال جذب إنتباهي وفضولي لعنوانه
المقال بعنوان
انظر وراءك في غضب
كتبته الصحفية مي عزام بتاريخ
10يوليو 2009
تقول فيه :

"انظر وراءك في غضب " عنوان لمسرحية كتبها الإنجليزي الراحل جون أوزبورن عام 1956 ، عقب فترة تحولات قيمية واجتماعية عاشتها الشعوب الأوروبية بعد حرب مجنونة دمرت الأخضر واليابس وتركت ملايين الضحايا حول العالم ، جعلت المبدعين والمفكرين يشعرون بعبث الوجود ولا معقولية حياة تطلب الموت من أجل الحياة ، وبدأت صيحات الغضب والتمرد على هذا المجتمع في كسر السائد والخروج على المألوف بمنظومة فنية تكسر الجمود وتثور على الواقع .تذكرت عنوان هذه المسرحية وأنا أشاهد التليفزيون وأتنقل بين القنوات الفضائية المصرية والعربية ، وأجدها تنظر وراءها بشوف وعشق يعميهاعن الفصل بين الصواب والخطأ ، فلا يوجد عصر معصوم من الخطأ حتى عصور الرسل لم تسلم من الوقوع في الأخطاء .
وفي الأساطير القديمة وحكايات ألف ليلة وليلة تجد دائماً نصيحة وتحذير من حكيم الزمان ، عندما تسير في طريق حصولك على مرادك لاتنظر وراءك ، مهما سمعت من جلبة ومهما شعرب بفضول لا تنظر وراءك . استوقفني دائما هذا التحذير الذي تجده في كل النصوص التي تعتمد على حكمة وخبرة الشعوب وبكل اللغات.
لماذا النصح وأنت تبحث عن ضالتك المنشودة بألا تنظر وراءك ؟؟ ماذا يوجد وراء الإنسان ويعوقه عن السير قدماً ؟؟
خلفنا ما تركناه ولا يمكننا استعادته : ماضينا الذي يعوقنا أحياناً كثيرة عن استكمال مسيرتنا نحو المستقبل ، يكبلنا بالمخاوف والألم والأمل الكاذب في استعادته من أجل تغييره وكأنه يمكننا ذلك .
النسيان على حد قول الفيلسوف الألماني نيتشه هو فعل إنساني جداً وقدرة إيجابية بالمعنى الدقيق للكلمة ، قدرة تغلق من آن لآخر أبواب الوعي ونوافذه فتحول دون تدفق الماضي ، وسعيه لأن يحضر ويحيا ويتطابق . ولأن الشعوب العربية محاصرة بالماضي ، تفر منا اللحظة ولا نستمتع بشبق تخيل المستقبل وهو يعانق الأفق . نعيش الماضي بأحداثه التي لا نستطيع محوها أو تغييرها فتثقل كاهلنا ، نسير بعبء حملها أينما ذهبنا ، نتحول لجثث تحمل رائحة الموت وشواهد القبور .
بالنسبة لشخص عادي مثلي لا يفهم كثيراً في تفاصيل النظريات العلمية فإن عبقرية أينشتاين تتمثل لي في تنبيهنا لبعد الزمن باعتباره البعد الرابع في الطول والعرض والإرتفاع التي درسناها في الهندسة في طفولتنا . الزمن عند أينشتاين ثابت كالأضلاع الثلاثة السابقة ، ونحن المتحركون .
تخيل معي الزمن شريط قطار ممتداً من الأزل وإلى الأبد ، النقطة التي نتجاوزها تصبح ماضياً ، و التي نقف عندها حاضر ، والتي سنخطوها مستقبل ، ثلاث نقاط متقاربة جداً لكنها تختلف في سيطرتك عليها ، فالنقطة التي تركتها للتو لا سلطان لك عليها وليست موجودة إلا في ذاكرتك ، التي تقف عندها تملكها والقادمة تملكك.
ولكن هل معنى دعوتي بعدم النظر إلى الخلف وعدم استبقائنا للماضي أن ننساه أو نتجاهله ، أو ندخل المستقبل بدونه ؟ بالطبع لا فالماضي هو ذاكرتنا التي تصوغ خبراتنا في الحياة , لو دخلنا الحاضر دون ماض فهذا معناه أننا مسحنا علمنا ومعرفتنا .
كيف سنواجه المستقبل دون تعلم ؟ هذا شرط التعامل مع الماضي ان يكون عوناً لك وليس عبئاً عليك ، إنه مرحلة لا يجوز القياس عليها ولكن فقط الاستعانة بها في وضع قياسات جديدة لحاضرك ولمستقبلك . علينا ألا نهمل خبرات الماضي لكن ليس إلى حد تحولها إلى "تابوه" يعصى على التكرار .
*********
انتهى المقال
الماضي
عائق وتحدي
ومحفز ومساعد في نفس الوقت
ولكن أي منهما سنختار ؟؟
على حسب إختيارنا تكون النتيجة